وصف الصوره




رسالة الى المندوب الجهوي للثقافة بمدنين 
جربة في 10افريل 2014
قوض خيامك عن دار ظُلمت بها ... و جانب الذل , إن الذل يجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
(أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي)
تحيّة طيبة امّا بعد
افتتح كلامي بــــ" لا كرامة لنبيّ في قومه" وهي مقولةانجيليّة تبريرية لا تختلف في شيء عن مقولة " طبّال الحيّ لا يطرب " ،و في نفس السياق المثل الشعبي القائل " عاش يتمنّى في عنبة ،مات علقولو عنقود "، هذ كلّه ينطبق عل حال المبدع و المثقّف في تونس اجمالا و في ولاية مدنين بالخصوص لذلك استذكر معكم قول "شهيد الجوع " الشاعر الصديق محجوب العياري ( رحمه الله ) اذ يقول في وصيّته :
عُشّاق صغار، ساسةٌ حمقى، سماسرةّ، نهاريُّونَ، كُتّاب بلا كُتبْ، وحُجّابّ بلا حُجُبْ، وحطّابون في ليل القصيدة دونما قبسْ، ومشّاؤون نحو ولائم: السُّرّاق سوف يردّدون جميعُهم

محجوبُ منَّا -

نحن حذّرناهُ أنّ العشقَ، مثل الخمر، مثل الشّعر قاتلْ

محجوبُ مًنّا -

... نحنُ أطعمناه من جوعْ، وآمنّاه... كان لنا رفيقاَ
- محجوبُ منّا..

- لستُ منكم

لمْ أُرافقْ غير جُوعي
.................

- لستُ منكمْ

لستُ من أحدْ

وكفّي هذه بيضاءَ أرفعُها... وما رافقتُ من أحدْ

أنا رافقتُ جوعي

وقصيدتي جاعتْ وما أكلتْ من الثّديَيْن... جاعت

خوّضتْ في اللّيل حافيةً، ونامتْ

لمْ تُفتّحْ لارتعاشتها البُيُوتُ،

سأموتُ من وَلَهْ... أموتُ......
و كما قيلا " محجوب منّا " اثر موته سينتصب كثر في مدنين- التي شرّدتنا و انكرتنا- ليقولوا جميعا "جمال منا " ،فلان منّا ، علّان منّا" ....لم نكن منكم و تلك بيوتكم موصده وان اشرعت ابوابها يوما فلتذيقنا الذلّ و المهانة ،طوّفنا بالبلاد طولا و عرضا ، شمالا و جنوبا و لم نفز للساعة بلفتة من الامّ التي انجبتنا ( مدنين ) فيحقّ فيها القول على لسان هشام الجخ "بتخلّفينا ليه لمّا انت كرهانا "،
هذا حال المبدع في ولاية مدنين بلا مبالغة،و لست اجانب الصواب حين اقول ان القائمين على الشأن الثقافي في الولاية ( مع العلم اني كنت منهم و مازلت لكن في حقل ليس بعيد عن الثقافة ) لا يعلمون و او يتجاهلون الدور الموكول لهم و الموكول لمؤسسات الثقافة وهو دور الوساطة بين الباث ( المبدع ) و المتقبّل ،هذا الدور اغفلوه فصارت الولاية قاحلة ابدعيا،و هذا القحط لم يكن لغياب المبدع و انما لتغييبه فلا ارض و لا جماعة بشريّة خلت من الابداع و المبدعين لكن الفرق الوحيد بين الهنا و الهناك ان المبدع هناك وجد القنوات لايصال صوته وحرم منهاالمبدع هنا و هذا مربط الفرس .
و ان اردتم استصلاح هذه التربة الطيّبة المنتجة عليكم ببثّ الروح في قنوات ضخّ الحياة الابداعية و هي قنواتكم و للاسف الموصدة جرّاء السنون العجاف و جرّاء اشياء اخرى نجهلها .
و في الختام نقول :
نمرّ مرور الحمام
و نأبى المقيل بكفّ تمدّ
فتنأى بنا الامنيات بعيدا
لدى كل نجم نبيت
فكيف تمدّ اليك اليدين السماء
و تلك القرى خلفها غفوات ....و تلك القى خلفها فلوات
و خلف الفلاة فلاة
و انت المرابط دوما امام القبور شمال الشتات
فقلها اذا :
لنا نجمة لم يزل في ملامحها ما يعيد السؤال ..............
الشاعر جمال قصودة ،جربة

0 commentaires:

إرسال تعليق