لسعودية مركز لتجميع الطغاة
المؤسسة الدينية و الثورة المضادة
من العار أن تصبح بلد الحرمين تلك الرقعة المقدسة من الأرض مرتعا للطغاة و رموز الديكتاتورية في عالمنا العربي لا ادري سر هذا الهوس السعودي باستقبال هؤلاء الجلادين في وقت تخلى فيه عنهم حلفائهم و أصدقاءهم الفرنسيون و الأمريكان فعندما أتذكر بن علي طريدا بين السماء و الأرض ليلة الرابع عشر من جانفي بلا مأوى و لا نصير ...رفض صديقه ساركوزي استقباله و أبت حكومة مالطا استضافته على أرضها و ما هي إلا لحظات حتى آتانا نبأ البيان الصادر عن الديوان الملكي في الرياض المرحب بفخامة الرئيس زين العابدين بن علي و أسرته على حد تعبير كاتب البلاط في تلك اللحظة أصيبت بالدهشة و لكن سرعان ما عاد لي رشدي لم يكن بن علي أول الطغاة الفارين إلى ارض الحجاز و لم يكن آخرهم
أتسأل أين كتائب علماء البلاط و جحافل دعاة الزور الدين نراهم يتباكون على شاشات التخلف و الرجعية أناء الليل و أطراف النهار من شدة التقوى الزائفة ???? ألا يتقون الله في هده الشعوب المقهورة ألا يقلون كلمة حق عند سلطان جائر و هي أعظم الجهاد
********
فرنسا أو دولة الكفر العلماني كما يسميها هؤلاء العلماء بل أشباه العلماء رفضت استقبال بن علي أما السعودية مملكة الإسلام و بلد هيئة كبار العلماء و هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بلد المليون شيخ و داعية ترحب بهذا الطاغية و زوجته حمالة الحطب مانحة إياه أفخم القصور و هو الذي أهان شعبه و سرق أمواله و أذله على مدار سنوات مذ كان مديرا للآمن و حتى هروبه المخزي في الرابع عشر من جانفي الماضي .
و مع اندلاع شرارة الثورة المصرية حركت السعودية جميع مؤسساتها السياسية و الدينية و قوافل الشيوخ و الدعاة و جندت الشاشات و وسائل إعلامها القذرة و مالها الطائل من اجل وئد الحراك الشعبي في مصر و إنقاذ حليفها اللامبارك من مصير بن علي فحتى الولايات المتحدة الأمريكية القوة الامبريالية الأولى في العالم تخلت عن اكبر حليف لها في الشرق الأوسط و انحازت إلى المطالب المشروعة للشعب المصري و مضت مع بقيت دول الاتحاد الاروبي في تجميد الأصول المالية لرموز النظام المصري في حين تمسكت السعودية بالدعم المنقطع النظير لهذا النظام المتعفن و في هذا السياق نشرت التايمز في عددها الصادر يوم الخميس 10 فيفري 2011 خبرا مفاده أن الملك السعودي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي باراك اوباما و طلب منه عدم الضغط على مبارك من اجل التنحي
و لم تمر أيام قليلة على سقوط الطاغية المصري و فشل الخيارات السعودية في الوقوف في و وجه التيار الشعبي الحالم بالحرية حتى سجلت موقفا مشينا أخر من ثورة الشعب البحريني ضد عائلة أل خليفة و نظامها الطائفي العميل و لم يكتفي النظام السعودي بهذا الموقف السياسي بل زج بقواته المسلحة تحت غطاء أضحوكة ما يسمى بدرع الجزيرة إلى عمق الأراضي البحرينية للقضاء على الثورة مرتكبتا أبشع الجرائم في حق المتظاهرين و المعتصمين في ميدان اللؤلؤة الذي غدى أثرا بعد عين تحت زخات الرصاص الحي
و يتواصل مسلسل مواقف العار السعودي بدعمها طاغية اليمن و سعيها رفقة أنظمة الرجعية و القطط السمان في الخليج لوضع مبادرات واهية و مضحكة في آن في محاولة بائسة للانقاذه من جحيم ثورة الشباب اليمني الغاضب
********
لقد كانت السعودية رمزا من رموز الرجعية مند سنوات و مازالت تؤكد للعالم كل يوم أنها لن تتزحزح قيد أنملة عن مواقف العار و العمالة في خدمة مصالح قوى الغطرسة الدولية مستغلة بطريقة قذرة المؤسسة الدينية للإضفاء المشروعية الزائفة على خياراتها البائسة و المذلة هذه المؤسسة التي أجرمت في حق الأمة .و التي أفتت عام 1991 بالتحالف مع شيطان العالم أمريكا لضرب العراق و في سنة 2001 بدعم المجهود الأمريكي في الهجمة على العالم الإسلامي و قالت بمشروعية الصلح مع الكيان الصهيوني و نظرت لجواز مبادرة سيدها في 2001 في التطبيع ....هذه المؤسسة التي لم تحرك ساكنا أمام فساد العائلة الحاكمة و فضائحها المالية و الجنسية في المحاكم الاروبية و لم تنبس ببنت شفه أمام استقبال أسيادها لطغاة العالم فلم يكن بن علي الأول ضمن قافلة المخلوعين و الهاربين من لعنات الشعوب الحرة فقد سبقه جعفر النميري جلاد الشعب السوداني في 1985 و زياد بري حاكم الصومال في 1991 و عيدي أمين ديكتاتور أوغندا و نواز شريف سارق أموال باكستان و عشرات من صغار الطغاة ليكتمل المشهد بعلي عبد الله صالح طريدا بين الحياة و الموت
إن وقوف مكينة التخلف السعودي إلى جانب الديكتاتوريات العربية في مواجهة إرادة الشعوب الحالمة بالحرية و تجنيدها لعلماء البلاط للإصدار الفتاوى المسيسة و التي تتفق مع أحلامها في الحفاظ على حلفائها شكل نقطة تحول مركزية لدي المواطن العربي في نظرته للمؤسسة الدينية الرسمية فعندما يقف الشباب العربي في مواجهة بوليس القمع بصدور عارية أمام الرصاص الحي ثم يأتي شيوخ السوء ليصفوا هدا الفعل البطولي بالحرام و الفتنة و الخروج على ولي الآمر فمن المؤكد آن هده المفارقة ستشكل لحظة و عي عميقة لدى العشرات من هؤلاء
0 commentaires:
إرسال تعليق