وصف الصوره

الثورات السياسية..الأدب البديل | محمد امين بن على 
إن الأدب منذ قديم الوقت لم يكن مجرد نتاج بشري فني هدفه المتعة الحسية أو اللذة المشتهات ..ولكنه كان طوال الوقت  في أساطير الشعوب و تاريخها  مرآة عاكسة لأوجه مختلفة من الصراع  و خاصة ذلك  العمودي الذي تتقابل فيه سلطتان أولها سلطة القوة و ثانيها سلطة الضعف ...و الناظر في  غياهب الأدب القديم و  وصولا إلى حديثه لا ينفك ينبش في مظاهر التحدي العديدة و الصراعات القائمة و الأمجاد التي يصورها الأدب الحقيقي بكل أصنافه و لغاته..و للعلنا إذا اقتحمنا مجال السياسة و الثورات الإنسانية و الإجتماعية و السياسية    أدركنا أن  الأدب هو أول  العوامل التي أدت إلى الثورات بصفته  سببا مباشرا فيها ...وهو أيضا  نتاج لها من حيث أنه و المظاهر الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية  محصول من محاصيل الثورة.و عليه فإننا لا يمكن  أن نتحدث عن ثورة دون الحديث عن دور الأدب فيها و لا عن ثورة لا تنتج أدبا بديلا  و مفسرا و مناقشا و ناقدا لها...فالأدب سبب الثورة و نتيجتها في اللحظة نفسها  وهو نتيجة حتمية للنضال الإنساني و بواطنه ..إذ تعكس بدورها  كل ما يرتبط من مشاغل الإنسان الثائر  بصاحبه ...إن الأدب السلطوي لا يقهر إلا بالأدب البديل الملتزم الشعبي و المناضل الذي يطرح رؤيته و تطلعاته و منهجه و أسلوبه و غاياته و طرائقه على المجتمع ...ثم إن الأدب البديل خير  دليل على كونه الأفضل فهما لمفهوم الثورة و هو أنجع في ذلك من السياسيين الذين  يكتفون في غالب الأحيان بالتغيير في أصحاب المناصب هذا إن لم يرغبوا فيه  بدورهم دافنين ورائهم  كل أحلام شعبهم الذي لا يزال و سيبقى حالما بالغد الأفضل..فوحده المبدع لا يستريح من تعبه و لا من عرق شعبه و هموم الإنسان في الكون و لا يرمي من إبداعه لا إلى منصب و لا مال و لكنه ما إن يسلخ شياطين السلطة الطغاة الذين تطيح بهم الثورة حتى يعد  عدته للتصدي للذين سيركبون باسم الثورة على أحلام الشعب و تطلعاته ...حتى تسمى بذلك ثورة  تمحي ما قبلها و تبني لغدها المنتظر ...فإذا كانت الثورة تطمح إلى تبديل السائد  فإن الأدب البديل يأتي ليغير سلطوية الأدب  و ليخلق آخر  يكون إنساني و شعبي المنطلق لا مسقطا و لا مستوردا و لا مؤقتا وهو بذلك يمارس دوره الطبيعي ليكون بديلا لما هو موجود مساهما بأكبر الأوجه و الأشكال في ترسيخ مبادئ الثورة في نفوس الناس و مطامح الشعوب ..و من الغباء أن نعلم الناس الذين يعانون الجهل المنظم و القمع الفكري و التجهيل العمد أي وجه من أشكال السياسة  و إقحامهم في دائرة من الفراغ قبل تعليمهم و تثقيفهم  و مدهم بالأحرف و الكلمات و تنوير عقولهم...
محمد أمين بن علي

0 commentaires:

إرسال تعليق