بهذين البيتين اللذيْن تغنّى بهما المطرب السوري أديب الدايخ قبل عدة
عقود، أشعلت المغنية التونسية الشابة غالية بنعلي الحضور البلجيكي الذي ملأ القاعة الكبيرة، وهم يتمايلون على نغمات وصوت المطربة التي صارت في السنوات الأخيرة أبرز المغنيات العربيات في الساحة البلجيكية.اتخذت بنعلي الغناء العربي رغم إتقانها اللغتين الفرنسية والإنجليزية وسيلتها إلى أذن المستمع الأوروبي، الذي سرعان ما أنصت إلى اللحن المختلف ونبرة الشجن المتلونة في الصوت الفطري، فبنعلي لم تدرس الموسيقى، لكنها درست فنون الغرافيك، وحين بدأت الغناء كان الأمر لا يعدو كونه مصادفة ألقت بالفتاة التونسية التي ولدت في بلجيكا إلى احتراف الغناء.
تقول بنعلي في حديث للجزيرة نت إنها ولدت في بروكسل عام 1968 وسرعان ما عادت وهي طفلة مع والديها إلى تونس، لكنها قررت العودة إلى بلجيكا من جديد حين بلغت التاسعة عشرة، ولم تكن تخطط حينها إلا للدراسة، حتى صادف أن غنت في حفلة عيد ميلاد صديقة لها، ومن هنا بدأت رحلتها بالمصادفة مع الغناء.
ألبومات غنائية
قدمت بنعلي حتى الآن خمسة ألبومات منذ عام 2006، كان أولها "روميو وليلى" العمل الموسيقي الأول الخاص الذي قدّمها للجمهور البلجيكي، ثم توالت أعمالها الأخرى ومنها ألبومها الأخير الذي صدر قبل شهور قليلة وخصصته لغناء مقاطع من أغنيات سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
وقدمت خلاله مقاطع من "الأطلال" و"أراك عصي الدمع" و"عرفت الهوى" و"برضاك يا خالقي" و"قضيت حياتي" بينما أعاد عازف العود المرافق لها مفضل عضوم توزيع الموسيقى على آلات قليلة هي العود والإيقاع والكونترباص.
وعن عشقها لغناء أعمال أم كلثوم تقول بنعلي "أم كلثوم هي الأكثر تأثيراً عليَّ، فهي فنانة عظيمة، ولست أول من بدأ وغنى لهذه العبقرية الموسيقية الفريدة، هناك المئات من المغنين ليس في العالم العربي وحده، بل في جميع أنحاء العالم تغنّوا بأعمال أم كلثوم".
وتضيف "كلنا تأثرنا بمنجزها الغنائي، وحين تعاملت مع أغنياتها كنت مثل حفيدة تتعامل مع إرثها الموسيقي الذي ورثته عن جدتها الكبيرة، لذلك أحببت أن أعيد هذا الإرث بشكل سريع وخاطف، يقدّم للمستمع الأوروبي لمحة عن هذه القامة الكبيرة في التراث العربي الموسيقي".
أما عن مشاريعها المستقبلية، فتقول بنعلي إنها تستعد لتقديم بعض الأغنيات الجديدة التي تؤرخ لثورة تونس "هذه الثورة التي أزاحت الديكتاتورية عن بلد عريق مثل تونس". كما تستعد لجولة موسيقية في مصر والهند وبلجيكا، إضافة إلى مشروع سينمائي لم تكشف تفاصيله.
0 commentaires:
إرسال تعليق