بورتريه لهدى عمّاش الجامعة التونسية ( هدى الشهيدي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :جمال قصودة
باعتبار جزء بئر الباي كان جزء جامعيّا صغيرا ( من جهة العدد ) كنت لا اتردد في التنقل الى بقية الاجزاء الجامعية بتونس لمواكبة نشاطات الحركة الطلابية معية رفيق دربي مصباح الرحيلي ، يومها نظّم المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الاداب منوبة امسية فنية اثثتها مجموعة الكرامة و الكاتب الحر سليم دولة ، و نحن نلج باب القاعة وجدنا الطالب (ح . "البوليس" )، كان طالبا بنفس الجزء الذي درسنا فيه لكنّه كان بوليسا سياسيا متمرّسا ووجوده يومها بامسية الاتحاد في كلية منوبة اكّد الشكوك التي تحوم حوله ، لن ندّعي بطولة ان قلنا اسكنوه في المبيت الجامعي حمام الشط بجانب غرفتنا - انا ومصباح - عمدا لا يهم هذا الان ،
لكننا للاسف وصلنا متاخرين باعتبار المسافة بين حمام الشط و منوبة و لم نغنم اطلالة على مدارات الرعب للمبدع الفذ سليم دولة ، لكننا انتشينا كل النشوة باغاني "صدّام حسين باب المعالي بابو " و " اسمر يا بو زند صعيدي " و غيرها من الاغاني الحماسية التي كانت تؤجج مشاعر النخوة و الاعتزاز بافعال هؤلاء القادة خاصة و ان المقاومة العراقية حينها كانت تسطّر اروع الملاحم دفاعا عن شرف الامة و ما تزال .
و لان الحركة الطلابية حينها سنوات 2002-2004 كانت في مرحلة زجر و في اتعس ايّامها اذ خيّم الانقسام الحاصل في منظمتنا العتيدة على جميع الاجزاء الجامعية ، لم نكن انا و مصباح معلومي الهوية لاحد حينها و لا نعرف احدا من الحاضرين يومها باستنثاء ح . "البوليس " الذي لمحناه في اخر القاعة ، لكن هيئتنا و الكوفيّة الفلسطينية التي كنا نرتديها دائما - انا و مصباح - جعلت شابة ما تتقدم نحونا و نحن نقتني بعض الاشرطة لاغاني صدّام حسين ، لتطلب التعرف علينا لا انكر انها كانت جريئة تلك الفتاة ذات الشعر الاشعث و الغير مرتب لكن ملامحها في آن كانت مبعثا للانشراح ، ضحكت بداخلي لمدخلها لاننا نستعمل نفس المداخل لاستقطاب الطلبة الجدد في جزء بئر الباي ،
و حسب الاتفاق المسبق بيني و بين الرفيق مصباح عرفنا بانفسنا كالتالي : فلان الفلاني من ابناء الاتحاد العام لطلبة تونس جزء بئر الباي باعتبار ان الجزء صغير نحن نقابيون لا غير و لا علاقة لنا باي طرف سياسي ( طبعا لم يكن هذا صحيحا ) على صغر الجزء الجامعي كان شعلة للنضال و العمل السياسي السرّي ، تواعدنا يومها على اللقاء و عدنا الى حمام الشط لننطلق في بحث عن معلومات حول هذي الفتاة ذات الشعر الاشعث ،و كانت الاجابة لدى الرفيق رفيق الهاني ( من ابناء اتحاد الشباب الشيوعي ) حدّثنا عنها باطناب ، حدّثنا عن هدى عمّاش الجامعة التونسية هذه الماجدة المربكة التي حملت اوزار حزب البعث لوحدها يوم اغلقت حنفية القيادة القومية و يوم قال غيرها بعد سقوط بغداد " ماكو مال ، ماكو اوامر ،ماكو قيادة " ،هدى هذه فتاة من هذا الجنوب القاحل اصيلة قابس من عائلة بعثيّة دخلت الجامعة في نفس الفترة التي درسنا فيها و كما ذكرنا سابقا كانت الحركة الطلابية في اتعس سنواتها لكنها لم تتردد في الفعل العضوي و النضالي و لم يثنها التعنيف الدائم الذي تعرضت له من العمل النقابي و السياسي اذ كانت تقدّم قوائم انتخابية لوحدها في كل معركة انتخابية برغم عزلتها و رغم وحدتها و رغم تنكّر الرفاق ، قال لنا رفيق الهاني يومها انها مناضلة بعثية شرسة و " بنية باهية " " برّوا قبلوها " . طبعا لاننا اتفقنا على اللقاء سنقابلها لكننا لا نخفي عقدة النقص بوجودنا في جزء جامعي صغير - طبعا تبدد هذا الوهم لاحقا بعد الملاحم لاتي سطرناها عبر اطول اضراب في تاريخ الجامعة التونسية 2006 و عبر العجز الكلي للتجمع المنحل في الفوز ولو بمقعد واحد معنا طوال حولي 8 سنوات من 2003 الى 2010 بهذا الجزء المسمى صغيرا و لكنه كان كبيرا بافعال اشاوسه - اتفقنا قبل اللقاء انا و مصباح ان نمضي في نفس الخطة ( نحن نقابيون لا علاقة لنا باي عمل سياسي ) و من خلال النقاش لاحقا سنتصرّف .
وصل يوم القاء الموعد بالسبت التقينها في شارع حبيب بورقيبة ، كانت ذكية هذي الفتاة جلبت معها صديقتها للتمويه كي نكون زوجين زوجين صديقتها هذه مهمتها الرئيسية التمويه فقط لا علاقة لها بالنشاط النقابي او سياسي ، لكنها فكرة ذكية ، صعدنا الى المقهى و انطلاقنا في النقاش ، البداية كانت حول القومية ، و حسب الاتفاق فتحنا لها الباب للحديث و لكننا كنا نربكها كل مرّة ببعض الاسئلة حتى انهارت باكية لتقول ، انتم مسيّسان ،اشفقنا عليها حقيقة و قلنا نعم هذا صحيح و باعتبار النقاش دار حول القومية ( و باعتبارنا قوميون حقا ) قلنا لها نحن قوميون ، اندفعت حينها و سحبت محفظتها و اخرجت بعض المناشير ، و حدّثتنا مباشرة عن الاجتماع الحاصل بالامس لهيئة الاسناد للدفاع عن صدّام حسين كانت المناشير تحتوي على بيانات في الغرض و تحتوي على مواقع المقاومة العراقية و اشياء اخرى لا اذكرها ، اخذنا المناشير و طرحنا السؤال التالي : من قال لك اننا قوميون حقا ؟ كيف تاكّدتي من قوميتنا ؟ لما لم تطرحي اي سؤال للتاكد ؟؟؟؟ ( السرية تفترض هذه الاشياء ) بكت حينها طويلا لكننا اكّد لها اننا بعثيون حقّا لكن الخطا الذي حصل وجب لا يحصل مرّة ثانية خوفا عليها طبعا فالاندفاع المفرط سيعرّضها للخطرفي ظل القبضة الحديدية لنظام القمع النوفمبري ،دار الحديث بعها حول بعض الامور الشخصية فاكتشفنا ان لا سكن لها و باعتبار الحركة الطلابية في بئر الباي كانت حقا في عنفوانها كنّا قادرين على فرض كثير الاشياء على المبيت الجامعي بحمام الشط و من ذلك اننا نجحنا في ضمان المبيت لها برغم المسافة بين حمام الشط و الشرقية ،
هي لمحة موجزة عن ماجدة قدّمت الكثير للحركة الطلابية و للبعث في تونس و استغرب ان تكون خارج مدار الاحزاب البعثية اليوم و من الموجع ايضا ان يكون رفيق الغرفة و الحلم خارج نفس هذا المدار - اقصد مصباح -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :جمال قصودة
باعتبار جزء بئر الباي كان جزء جامعيّا صغيرا ( من جهة العدد ) كنت لا اتردد في التنقل الى بقية الاجزاء الجامعية بتونس لمواكبة نشاطات الحركة الطلابية معية رفيق دربي مصباح الرحيلي ، يومها نظّم المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الاداب منوبة امسية فنية اثثتها مجموعة الكرامة و الكاتب الحر سليم دولة ، و نحن نلج باب القاعة وجدنا الطالب (ح . "البوليس" )، كان طالبا بنفس الجزء الذي درسنا فيه لكنّه كان بوليسا سياسيا متمرّسا ووجوده يومها بامسية الاتحاد في كلية منوبة اكّد الشكوك التي تحوم حوله ، لن ندّعي بطولة ان قلنا اسكنوه في المبيت الجامعي حمام الشط بجانب غرفتنا - انا ومصباح - عمدا لا يهم هذا الان ،
لكننا للاسف وصلنا متاخرين باعتبار المسافة بين حمام الشط و منوبة و لم نغنم اطلالة على مدارات الرعب للمبدع الفذ سليم دولة ، لكننا انتشينا كل النشوة باغاني "صدّام حسين باب المعالي بابو " و " اسمر يا بو زند صعيدي " و غيرها من الاغاني الحماسية التي كانت تؤجج مشاعر النخوة و الاعتزاز بافعال هؤلاء القادة خاصة و ان المقاومة العراقية حينها كانت تسطّر اروع الملاحم دفاعا عن شرف الامة و ما تزال .
و لان الحركة الطلابية حينها سنوات 2002-2004 كانت في مرحلة زجر و في اتعس ايّامها اذ خيّم الانقسام الحاصل في منظمتنا العتيدة على جميع الاجزاء الجامعية ، لم نكن انا و مصباح معلومي الهوية لاحد حينها و لا نعرف احدا من الحاضرين يومها باستنثاء ح . "البوليس " الذي لمحناه في اخر القاعة ، لكن هيئتنا و الكوفيّة الفلسطينية التي كنا نرتديها دائما - انا و مصباح - جعلت شابة ما تتقدم نحونا و نحن نقتني بعض الاشرطة لاغاني صدّام حسين ، لتطلب التعرف علينا لا انكر انها كانت جريئة تلك الفتاة ذات الشعر الاشعث و الغير مرتب لكن ملامحها في آن كانت مبعثا للانشراح ، ضحكت بداخلي لمدخلها لاننا نستعمل نفس المداخل لاستقطاب الطلبة الجدد في جزء بئر الباي ،
و حسب الاتفاق المسبق بيني و بين الرفيق مصباح عرفنا بانفسنا كالتالي : فلان الفلاني من ابناء الاتحاد العام لطلبة تونس جزء بئر الباي باعتبار ان الجزء صغير نحن نقابيون لا غير و لا علاقة لنا باي طرف سياسي ( طبعا لم يكن هذا صحيحا ) على صغر الجزء الجامعي كان شعلة للنضال و العمل السياسي السرّي ، تواعدنا يومها على اللقاء و عدنا الى حمام الشط لننطلق في بحث عن معلومات حول هذي الفتاة ذات الشعر الاشعث ،و كانت الاجابة لدى الرفيق رفيق الهاني ( من ابناء اتحاد الشباب الشيوعي ) حدّثنا عنها باطناب ، حدّثنا عن هدى عمّاش الجامعة التونسية هذه الماجدة المربكة التي حملت اوزار حزب البعث لوحدها يوم اغلقت حنفية القيادة القومية و يوم قال غيرها بعد سقوط بغداد " ماكو مال ، ماكو اوامر ،ماكو قيادة " ،هدى هذه فتاة من هذا الجنوب القاحل اصيلة قابس من عائلة بعثيّة دخلت الجامعة في نفس الفترة التي درسنا فيها و كما ذكرنا سابقا كانت الحركة الطلابية في اتعس سنواتها لكنها لم تتردد في الفعل العضوي و النضالي و لم يثنها التعنيف الدائم الذي تعرضت له من العمل النقابي و السياسي اذ كانت تقدّم قوائم انتخابية لوحدها في كل معركة انتخابية برغم عزلتها و رغم وحدتها و رغم تنكّر الرفاق ، قال لنا رفيق الهاني يومها انها مناضلة بعثية شرسة و " بنية باهية " " برّوا قبلوها " . طبعا لاننا اتفقنا على اللقاء سنقابلها لكننا لا نخفي عقدة النقص بوجودنا في جزء جامعي صغير - طبعا تبدد هذا الوهم لاحقا بعد الملاحم لاتي سطرناها عبر اطول اضراب في تاريخ الجامعة التونسية 2006 و عبر العجز الكلي للتجمع المنحل في الفوز ولو بمقعد واحد معنا طوال حولي 8 سنوات من 2003 الى 2010 بهذا الجزء المسمى صغيرا و لكنه كان كبيرا بافعال اشاوسه - اتفقنا قبل اللقاء انا و مصباح ان نمضي في نفس الخطة ( نحن نقابيون لا علاقة لنا باي عمل سياسي ) و من خلال النقاش لاحقا سنتصرّف .
وصل يوم القاء الموعد بالسبت التقينها في شارع حبيب بورقيبة ، كانت ذكية هذي الفتاة جلبت معها صديقتها للتمويه كي نكون زوجين زوجين صديقتها هذه مهمتها الرئيسية التمويه فقط لا علاقة لها بالنشاط النقابي او سياسي ، لكنها فكرة ذكية ، صعدنا الى المقهى و انطلاقنا في النقاش ، البداية كانت حول القومية ، و حسب الاتفاق فتحنا لها الباب للحديث و لكننا كنا نربكها كل مرّة ببعض الاسئلة حتى انهارت باكية لتقول ، انتم مسيّسان ،اشفقنا عليها حقيقة و قلنا نعم هذا صحيح و باعتبار النقاش دار حول القومية ( و باعتبارنا قوميون حقا ) قلنا لها نحن قوميون ، اندفعت حينها و سحبت محفظتها و اخرجت بعض المناشير ، و حدّثتنا مباشرة عن الاجتماع الحاصل بالامس لهيئة الاسناد للدفاع عن صدّام حسين كانت المناشير تحتوي على بيانات في الغرض و تحتوي على مواقع المقاومة العراقية و اشياء اخرى لا اذكرها ، اخذنا المناشير و طرحنا السؤال التالي : من قال لك اننا قوميون حقا ؟ كيف تاكّدتي من قوميتنا ؟ لما لم تطرحي اي سؤال للتاكد ؟؟؟؟ ( السرية تفترض هذه الاشياء ) بكت حينها طويلا لكننا اكّد لها اننا بعثيون حقّا لكن الخطا الذي حصل وجب لا يحصل مرّة ثانية خوفا عليها طبعا فالاندفاع المفرط سيعرّضها للخطرفي ظل القبضة الحديدية لنظام القمع النوفمبري ،دار الحديث بعها حول بعض الامور الشخصية فاكتشفنا ان لا سكن لها و باعتبار الحركة الطلابية في بئر الباي كانت حقا في عنفوانها كنّا قادرين على فرض كثير الاشياء على المبيت الجامعي بحمام الشط و من ذلك اننا نجحنا في ضمان المبيت لها برغم المسافة بين حمام الشط و الشرقية ،
هي لمحة موجزة عن ماجدة قدّمت الكثير للحركة الطلابية و للبعث في تونس و استغرب ان تكون خارج مدار الاحزاب البعثية اليوم و من الموجع ايضا ان يكون رفيق الغرفة و الحلم خارج نفس هذا المدار - اقصد مصباح -
0 commentaires:
إرسال تعليق