الى اصحاب الذاكرة المثقوبة : على ذكر " الكتاب الاسود" ، مظفّر النوّاب كان طائفيا و "خان" العراق

الى اصحاب الذاكرة المثقوبة : على ذكر " الكتاب الاسود" ، مظفّر النوّاب كان طائفيا و "خان" العراق

بقلم : جمال قصودة 

و انا اتابع صدور " الكتاب الاسود " و ما صدر فيه من اسماء ،قد اتقّيأ العفن و انا ارى اسم " على الصرّاف" او "صافي سعيد " من المطبّلين في جوقة القمع النوفمبري ، قد اصاب بالغثيان الان و انا اتذكّر تلك النشوة التي كانت تنتابني و انا اقرأ افتتاحيات " علي الصرّاف " بجريدة " العرب الاسبوعي "، او انا اقتطع من مصروفي اليومي المعدوم اصلا بسنوات العطالة لاقتني تلك الجرائد او اطلع الى كتابات " صافي سعيد " لكني اشفق عليهما حقّا الان ، لانهّما يعتبران من "الرويبضات" لو قارنّاهما بقامة ابداعية و نضاليّة كمظفّر النوّاب ،

مظفّر النوّاب هذا قد يعدّ كلامي فيه الان تطاولا او تحاملا عليه لزخم التجربة و ثرائها نضاليّا و ابداعيّا ، لكنّ موقفي منه الذي صرّحت به في عديد المرّات من خلال صفحتي على الموقع الاجتماعي او من خلال اخر حوار صحفي اجرته معي صحيفة " تونس الاخضراء الالكترونية " ، موقفي منه لا يمكن ان يكون تحاملا على قامة كقامة مظفّر النواب و لكني كنت و لا زلت اخاطب من خلاله " الانتلجنسيا " المتهافتة كالفراش على مواقد الملوك او كالذّباب على موائد السلاطين "،

مظفّر النوّاب في سنة 2003 ابّان غزو العراق ، كان على عكس "سعدي يوسف " الذي تخلّى عن رئاسة تحرير مجلّة المدى الدمشقيّة لموقفها الداّعم لغزو العراق و هو القائل حينها- اقصد سعدي يوسف-: " خرجت من العراق مستعبداً و لن اعود اليه مستعمراً و لن ابدّد ما تبقى من عمري في بحث غير مجدٍ عن عر اق غير قائم " ،لكن سعدي سوف ايضا انخرط بعدها في الجوقة و سمّي " شاعر طوني بلير " . 

مظفّر النوّاب حينها كان وفيّا لطائفته( هذه قولتي التي صدرت مرارا من خلال صفحتي على الموقع الاجتماعي ) ، و كان شيعيّا"- اقول هذا دون حقد طائفيّ- اذ ساند غزو العراق و تبجّح من خلال قناة الحرّة الامريكية بمشاركته في اوّل عرس ديمقراطي - تحت الاحتلال و على وقع سنابك الغزاة و البرابرة الامركييّن - كلامي هذا لم يرق للانتلجنسيا المتهافتة اذ انكروا " الخيانة " لان ذاكرتهم مثقوبة ربما او لان تهافتهم على الكراسي او على موائد البترودولار تمنعهم من التصريح بهذا الموقف لكن " الهادي دنيال " فاجئ الجميع و ذهب الى ما ذهبت اليه في كتابه "أوهام الربيع العربي ، الوعي القطيعي " ليقول التالي :"ظهر هذا الشيوعي ّ على قناة " الحرّة " الامريكييّة " شيعيّا مغتبطا بكونه " ينتخب لاوّل مرّة " حكّاما جددًا للعراق " الديمقراطي " في ظلّ الاحتلال الامريكي "

و نذكّر في نفس السياق بمقال للكاتب الشيوعيّ الكردي ّفخري كريم- المساند هو ايضا للغزو- " ( رئيس جريدة المدى - العراقية - ) تحت عنوان " أيّ عيب بالنسبة لهم.. عيب..!مجلس الوزراء يجعل من مظفر النواب لافتة انتخابية..!؟"اذ يقول :"لا فرق بين مبدعٍ شامخٍ او مناضلٍ جسورٍ، وطبّالٍ في جوقة الهتّافين "بالروح بالدم.. " من أرباب السوابق في عهود الدكتاتوريات السالفة، بل صار هؤلاء أصحاب السلطة والجاه، ومخاتير المثقفين والصحفيين والكتاب، وأطفأوا الأمل في عيون من ظل يتمسك بأذيال الأمل والرجاء. وقد زوّر الحاكم لكل واحد منهم شهادة "كفاءة ثقافية وفنية وصحفية" مثلما فعل لأنصاره وذويه. "

جربة ، تونس 06ديسبمر 2013