بُورْترِي لــ” مُرِيدْ ” ذاكَ الانْسَان “|بقلم جمال قصودة
بُورْترِي لــ” مُرِيدْ ” ذاكَ الانْسَان “|بقلم جمال قصودة
بُورْترِي لــ” مُرِيدْ ” ذاكَ الانْسَان “|بقلم جمال قصودة
بُورْترِي لــ” مُرِيدْ ” ذاكَ الانْسَان “|بقلم جمال قصودة
هو طالب استثنائي ، لا يشبه أحدا ، كان في خريف العمر ، الشيب الأبيض يغطي رأسه، وجهه الملائكي ذا صفرة كأغلب الريفيين في” زغوان “، المنهكين بعشق الأرض و الوطن، لهؤلاء قصّة مع الفقر و التهميش و الانكسار ، عرفته اثر وقفة احتجاجية نفّذت ( كي لا أقول نفّذناها فلا طعم اليوم لسرد بطولات وهمية فقدت معناها) أمام بلدية حمام الشط سنة 2003 اثر موت مفاجئ لزميلة طالبة ، أنهكها الفقر أيضا و خانها القلب في لحظة انكسار ( هذا مصير الفقراء وأبناء الأرياف )، لن أتحدث عن ” بلقاسم الشمنقي ” ( الكمبرادور ) و عن خطاباته النارية يومها لن اسرد أيضا بطولات ” العروسي شباب” و لن أتحدث عن نذالة مديرة مبيت خير الدين التونسي بحمام الشط التي كانت سببا في موتها و لن اصف طلبة التجمع و حقارتهم ، كل هذه الأمور صارت هامشية اليوم ، الاستطرادات و التداعيات كثيرة لذلك أخيّر الحديث عن “مريد” ذاك الإنسان، اثر يوم متعب عدنا إلى الغرفة عدد 36 ليحدثني شريك الغرفة عن شاعر ما ، مجنون ما ، لا يشبه أحدا ، يقال انه مثقف استثنائي ، يقال أيضا انه مجنون دخل الجامعة سنة 1996 لينقطع اثر ذلك بعد قصّة عشق استثنائيّة ليعود الى نفس المكان المشحون بالذكريات و المتاعب سنة 2003،و يقال أيضا انه متحرر من جميع العقد النفسيّة و الاجتماعية فلا حرج لديه ان يدخل الجامعة حافي القدمين ليطلب مني رقصة ثنائية أمام صخرة سقراط بساحة المغرب العربي ببئر الباي -لابئس يا صاحبي لست مجنونا مثلك تماما لكن لا حرج عندي أيضا أن نرقص سويّا -و يقال عنه أيضا انه صاحب تجربة صوفيّة في” الرديف” هو لا يصلّي حينها ، و لكنه يقول الصلاة رياضة روحيّة هدفها تنقية هذه الأجساد و الأرواح من الدنس و القذارة و متى توفر النقاء و الصفاء تستطيع أن تتخلى عن هذه الرياضة ، لي أورادي و طقوسي ، و يستشهد دائما بـقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا وإن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب” ،على كل حال الأقوال كثيرة حوله،و شريك الغرفة منبهر بهذا الإنسان ، دخل الغرفة ، تناول كاس الشاي و سيجارة بيضاء من فصيلة” كريستال” ( هو يقول دائما حبيبي كريستوف ) ، كالعادة لم تكن لديه ولاعة ،لم يتحرج من طلب ولاعة لأنه يسميّها “اشتراكية” على وزن ” بريكيّة “بلغتنا الدارجة، و الحق يقال أن السجائر و الولاعات عند الطلبة هي أمور مشتركة فــالطلاّب إن صنفناهم نظامهم شبه شبه ، رأسماليين اشتراكيين في ألان نفسه ،ربما قد طال الاستطراد هذه المرة لكننا نعود لنتحدث عن النص الدهشة و الإطلالة الأولى ” على مدارات رعبه ” النص الأول الذي اقرأني إياه يومها هو ردّة فعل طبيعية بعد عودة لمكان مشحون بالذكريات الأليمة إذ يرى شاعرنا حبيبته مع كل شجرة و مع كل ذرة رمل في شاطئ حمام الشط فيقول مخاطبا ذاته ّ:
كن ،كن ، تكن إن لم يهن فيك الزمنْ
إن الخريف ربيعه غاياتي
كانت و كنت شريدها ، و طريدها
رمّمت ذاتي من بقايا ذاتي
الهاميَ الشعريّ من مأساتي
كن ،كن ، تكن إن لم يهن فيك الزمنِْ
إن الخريف ربيعه غاياتي
قطعا ، العن الذاكرة الان لاني لا استحضر بقيّة النص ، لا استحضر النص الفلسفي “فيلوسوفيا”، لكني استحضر مطلع نصّ كتبه اثر نعيق غربان الجامعة العربية المطالبة بتنحّي الشهيد البطل صدام حسين سنة 2003،
قال يومها :
تنحّ ، تنحّ فما صحّ صحَّ
و صوت العروبة بحَّ بحَّ
تنحّ ، تنحَّ
و الحق يقال ذاكرتي ليست مثقوبة ، و إن خانتني في بعض الأحيان ، لكن لابئس ، أن تتذكر كل هذه الأمور بعد عقد من الزمن فهذا يؤكد انك صاحب ذاكرة ، لا علم لي بسبب هذه الاستطرادات المتكررة ، آو بسبب التداعيات الحرّة ، قد تكون الذاكرة مثقلة بوزر التجارب والسنوات العجاف ربمّا، لكن لا يهم ، انا في قمّة الوعي ألان و ها انأ أعود لأتحدث عن ” مريد ” ذاك الإنسان ،
من يومها صار الشاعر ، و الصوفي المريد ،و المناضل الشرس و الانسان النقي صديقا و رفيقا لي ، قد يقول البعض ” مريد ” هذا اسم مستعار و أنت تتحدث عن” شوقي الشيحي “( درويش كلية منوبة ) لا الدراويش كثر و مريد مختلف عنهم جميعا له طقوسه الخاصة ، يوميا كان يخصص فترة الاستراحة على الساعة العاشرة للتطواف بساحة المغرب العربي من طالب إلى أخر و من مجموعة إلى أخرى حاملا ديوان” محمود درويش” أو كتاب” نيتشه” ليقول بدل التحية و السلام ” درويش ذاك الإنسان” و تنطلق التداعيات ، أو يقول نيتشه ذاك الإنسان ، له طقوس كثيرة لكنه مدرسة في الحياة كان يقول لي دائما : ” كن نقيا و لا تحقد على أحد و تعلم أن تحب الجميع حتى المومس فهي نتاح ظروف اجتماعية ، نفسية و عائلية ،”
لقد كنت إنسانا حقا صديقي مريد ذاك الإنسان ، كم افتقدك
كن ،كن ، تكن إن لم يهن فيك الزمنْ
إن الخريف ربيعه غاياتي
كانت و كنت شريدها ، و طريدها
رمّمت ذاتي من بقايا ذاتي
الهاميَ الشعريّ من مأساتي
كن ،كن ، تكن إن لم يهن فيك الزمنِْ
إن الخريف ربيعه غاياتي
قطعا ، العن الذاكرة الان لاني لا استحضر بقيّة النص ، لا استحضر النص الفلسفي “فيلوسوفيا”، لكني استحضر مطلع نصّ كتبه اثر نعيق غربان الجامعة العربية المطالبة بتنحّي الشهيد البطل صدام حسين سنة 2003،
قال يومها :
تنحّ ، تنحّ فما صحّ صحَّ
و صوت العروبة بحَّ بحَّ
تنحّ ، تنحَّ
و الحق يقال ذاكرتي ليست مثقوبة ، و إن خانتني في بعض الأحيان ، لكن لابئس ، أن تتذكر كل هذه الأمور بعد عقد من الزمن فهذا يؤكد انك صاحب ذاكرة ، لا علم لي بسبب هذه الاستطرادات المتكررة ، آو بسبب التداعيات الحرّة ، قد تكون الذاكرة مثقلة بوزر التجارب والسنوات العجاف ربمّا، لكن لا يهم ، انا في قمّة الوعي ألان و ها انأ أعود لأتحدث عن ” مريد ” ذاك الإنسان ،
من يومها صار الشاعر ، و الصوفي المريد ،و المناضل الشرس و الانسان النقي صديقا و رفيقا لي ، قد يقول البعض ” مريد ” هذا اسم مستعار و أنت تتحدث عن” شوقي الشيحي “( درويش كلية منوبة ) لا الدراويش كثر و مريد مختلف عنهم جميعا له طقوسه الخاصة ، يوميا كان يخصص فترة الاستراحة على الساعة العاشرة للتطواف بساحة المغرب العربي من طالب إلى أخر و من مجموعة إلى أخرى حاملا ديوان” محمود درويش” أو كتاب” نيتشه” ليقول بدل التحية و السلام ” درويش ذاك الإنسان” و تنطلق التداعيات ، أو يقول نيتشه ذاك الإنسان ، له طقوس كثيرة لكنه مدرسة في الحياة كان يقول لي دائما : ” كن نقيا و لا تحقد على أحد و تعلم أن تحب الجميع حتى المومس فهي نتاح ظروف اجتماعية ، نفسية و عائلية ،”
لقد كنت إنسانا حقا صديقي مريد ذاك الإنسان ، كم افتقدك
جربة،11 ماي 2013
0 commentaires:
إرسال تعليق