التدفق "الواطي" لم يكن مثلكم ... لقدكان وفيّا لي | جمال قصودة
التدفق "الواطي" لم يكن مثلكم ... لقدكان وفيّا لي | جمال قصودة
ليس لي ما افعل الليّلة ، الطقس في الخارج لا يشّجع على الذهاب الى " ميدون"
لاحتساء كاس الشاي ،تدفّق الانترنات " الواطي " ، يحول دون فسحة قرف على
الفيسبوك ( الفيسبوك ليلا مقرف جدا )، المكتبة التي امامك الان لا جديد
فيها ،" انت كما الاسفنجة تمتصّ الحانات و لا تسكر " التهمت جميع كتبها و
ليس بوسعك ان تعيد قراءة الكتاب للمرّة الرابعة ، لم تواكب في هذا اليوم
العادي جدّا اي مستجد أو اي تظاهرة ، لم يمت احد في القرية، لم يحصل اي
شيء ، ماذا ستكتب اليوم في جريدة " ميننكس الاخبارية "؟؟؟؟؟، ربمّا كنت
تنتظر ان يعيد المراهق الكتابة على حائط ما في قريتك او في قرية مجاورة "
صغرونتي نحبك برشة " كي يستفزك للكتابة عنه و عن عشقه الجنوني ، لم يحدث
هذا ايضا ،من يكون يا ترى هذا العاشق الولهان ؟؟؟؟؟ و لماذا استفزتك الجملة
: صغرونتي نحبك برشة ؟؟؟؟ الم يقع الحافر على الحافر ؟؟؟ الم تقل هذه
الجملة لحبيتك عديد المرات ؟ الم تفتح حبيتك مقالك :" حب في زمن الكوليرا:
صغرونتي نحبك برشة" ، لان العنوان استفزها؟؟؟ ، نعم لقد نجحت في خرق
انتظار المتقبل و لكن من يكون يا ترى هذا الشاب ؟؟؟ ستحاول النوم
ربّما ،لكن المرض الذي حلّ بك سيحول دون ذلك هذا مؤكد ، علبة السجائر على
وشك الانتهاء ، و" والواطي" لا يريد لك فسحة انترنات ، اذا فلتحاول اتمام
احد النصوص الشعرّية التي لم تكتمل بعد ، الم تقل انك ستصدر البوما شعريا
هذا الشهر؟ ، و لكن محمد لطفي اليوسفي قال :" لحظة المكاشفة الشعريّة هي
لحظة متسربلة في الغياب ، لحظة لا واعية "، اذا ليس بوسعك ان تكتب الشعر
ايضا فانت في قمّة الوعي هذه اللحظة ،
و انت مريض الان ، اكثر من
مرض ينخر جسمك الذي صار نحيفا في الاشهر الاخيرة ، ماذا لو متّ الليلة ؟ لا
يهم ، سيذكر الشعب قصيدة " الرشّ" ،لقد كانت قصيرة جدا هكذا قال لك احمد
الصديق ، لكنها اخترقت صدورهم ، سيذكر الشعب قصيدة شكري بلعيد" تونس عزيزة
و غالية يا يمّة" ، لكن ماذا لو اغلق" اليوتوب" بعد موتك ؟؟؟، ستذهب
قصائدك ادارج الرياح ، لا بئس محمد بحر ، سيرددها في كل حفلاته ،
هل
سال عنك الاحّبّة الذين بكيت لسجنهم ، و الذين كنت تهاتفهم في كلّيّة سوسة
قائلا : لا تتراجعوا ؟؟؟ فبعد اتمام سنوات الدراسة الجامعيّة ستودعون حتما
رجولتكم ، قطعا لم يترجعوا حينها و لكنهم سقطوا اليوم ،الم يطرحوا على
انفسهم السؤال التالي : لماذا حشروا اسمك في كل عريضة و في كل بيان من دون
علمك و من دون استشارتك حينها؟؟؟ ، كانوا يعلمون انك لن ترفض ذلك بالرغم من
كونك لا تملك اي غطاء لا حزبي و لا نقابي ، لم تفكر حينها في هذا الامر
لكنك تذكرته اليوم لحظة سقوطهم .
ها قد نجحت الليلة في قضاء وقت ممتع
مع الكتابة ، و التدفق" الواطي" للانترنات ساهم بشكل كبير في تاثيث هذه
التداعيات الحّرة ، اذ مكّنك في كل مرة من نشر غسيلك ، دون ان يسمح لك
بفسحة قرف او اطلالة على نجاسة هذا الواقع الواقعي جدا و ان كان افتراضيا،
فماذا تختار عنوانا لهذا النص ؟ لا يهم و لكني اختار " التدفق "الواطي" لم
يكن مثلكم ... لقدكان وفيّا لي .
0 commentaires:
إرسال تعليق