وصف الصوره

اشنقوا أخر عميل بأمعاء أخر محتل.
احمد النظيف- باحث 

ahmed-nadhif@hotmail.fr


ينسحب الجيش الأمريكي من العراق و قد فتك بالبلد قتلا و ذبحا و تنكيلا و تهجيرا بعد أن استخدم كل أنواع الأسلحة القذرة و أشكال التدمير الداخلي و تقويض مقومات الدولة و المجتمع و شاركه في ذلك كل من خضع لاملاءات الاحتلال من أنظمة العالم و من توطأ معه من أنظمة رسمية عربية و من انحاز إلى مصالحه الضيقة المعادية لمصالح العراق و الأمة من دول الجوار الجغرافي .
ينسحب الأمريكان و قد دفعوا الأثمان الغالية من دماء جنودهم و معداتهم و جيوب دافعي الضرائب و يجد العم سام نفسه يغرق في وحل الهزيمة و الفشل و التداعيات الكثيرة و المتشعبة داخل المجتمع الأمريكي على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الأخلاقي و قد راهن لسنوات على تنصيب دمى على رأس نظام سياسي أدواته من الخونة العراقيين الذين باعوا وطنهم و شرفهم بأبخس الأثمان و لقد وقعوا في مأزق لا يعرفون كيف يخرجون منها أو كيف يعالجونها فكانت النتيجة أن الطرفين :المحتل و العميل بعد فشلهما الذريع يتبادلان الاتهامات و كل منهما يتهرب من المسؤولية و يلقيها على الأخر و في المقابل كانت المقاومة العراقية تشكل العصب الرئيسي و الأساسي في مقاومة الطرفين معا و كل من تعاون و نسق و توطأ معهما و وضعتهم جميعا أمام مأزق كبرى حيث أنهم عرفوا كيف يبدؤون العدوان و لكنهم فشلوا في كسب الرهان ليضيفوا إلى سجل هزائمهم ( فيتنام..الصومال..بيل هاربر..)هزيمة أخرى خطتها سواعد أبناء الرافدين فلئن عرف التحالف الواسع ضد العراق كيف يدخل فانه صعق بحجم الصمود لدى فصائل المقاومة و بدا يتسابق هو و حلفاؤه بشكل أو بأخر للتفتيش عن لملمة خيبته و الخروج بأهون السبل التي تحفظ ماء وجهه على الأقل .
اليوم و بعد سنوات دامية من الاحتلال التي قدم فيها الشعب العراقي الغالي و النفيس و بمشاركة كل فصائله المقاومة صيغت خلالها تجربة فريدة أخافت اكبر القوى العالمية و قزمتها و زعزعتها و دفعتها للتفتيش عن مخارج للهروب نستطيع الجزم بان أبناء العراق قد صنعوا ظاهرة من ظواهر المقاومة الشعبية في التاريخ المعاصر كتلك التي حدثنا عنها ماوسيتونغ في كتبه و عاشها هوشي منه في فيتنام صنعوها بمقدراتهم الذاتية وصمودهم الخرافي أمام حصار صهيوصليبي شارك فيه أبناء العم و إخوة الدين و العقيدة العروبة ..صمود من دون مساعدة أو دعم مكتفينا بما يقدمه أبناء المقاومة أنفسهم و بما بذله الشعب العراقي من صبر و تضحيات.
اليوم و قد انسحب الجيش الأمريكي و في خضم ما تعيشه الأمة من حراك شعبي و تغيرات جيوسياسية يسميها البعض بالانتفاضة و البعض بالثورة فهل من ثورة تكنس كتيبة عملاء الاحتلال في العراق بعد أن كنست بنادق المقاومين جند المارنيز العصي عن الكنس

0 commentaires:

إرسال تعليق