وصف الصوره

الإسلام الأمريكي بديلا للديكتاتوريات العربية . بقلم 

احمد النظيف

في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر و التغيرات الجذرية التي أتت على الشرق الأوسط و فشل المغامرات العسكرية الأمريكية في العالم الإسلامي بدا الساسة الأمريكيون في التفكير لإيجاد بدائل عن الأنظمة العربية القائمة و التي غدت كروت محروقة في المنطقة و بدأت رايس و من خلفها صقور المحافظين الجدد في التبشير بمشروع  »الشرق الأوسط الكبير » الذي صاغت أهم ملامحه مؤسسة راند للأبحاث ذات الارتباطات الصهيونية و مع قدوم إدارة اوباما تواصل الرهان الاستراتيجي مع فارق تغير التكتيك و استعمال ما يعرف بالقوة الناعمة و بدأنا في كل هذا الخضم المعقد نسمع عن التقارب بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر و فروعها في العالم الإسلامي (حركة النهضة – الحزب الإسلامي العراقي- إخوان ليبيا – الجمعية الإسلامية الأفغانية – حركة مجتمع السلم ….)و الغرب وشاع الحديث عن بحث الغرب عن بديل، وشهدت السنوات الأخيرة تعاوناً ملموساً بين الأمريكيين تحديداً وعدد من القيادات ذات الأصول الاخوانية في بعض الدول مثل رباني وعبد رب الرسول سياف في أفغانستان، وكذلك رجب أردوغان في تركيا،خاصة بعد أن استقبلت أنقرة الدرع الصاروخي الأمريكي على أراضيها و من قبلها قاعدة انجرليك التي انطلقت منها الطائرات الأمريكية لقتل أطفال أفغانستان و العراق و مازال كثير من الناس يذكر فتوى الدكتور القرضاوي  »المرجعية الفقهية الإخوانية الكبرى » بجواز قتال المسلم الأمريكي تحت لواء جيشه للطالبانيين الأفغان وحتى حماس التي رفعت لواء المقاومة لسنوات دخلت أتون العملية السياسية المنبثقة عن اتفاقات اوسلو المذلة لتعترف و لو بشكل غير مباشر بالكيان الصهيوني و الحزب الإسلامي العراقي فرع جماعة الإخوان في العراق الذي انضمت قيادته إلى مجلس الحكم الأمريكي تحت قيادة بريمر سنة 2003 و مازال يشارك في الحكومات العميلة تحت الاحتلال ويجاهر الأمريكيون الآن في كل مناسبة بأن النموذج الديمقراطي التركي المعدل – المزعوم إسلاميته – هو النموذج الذي يرشحونه لِتَسَيّدِ المنطقة العربية في مرحلة ما بعد الثورات و الكلام يطول حول سرد تاريخ الانبطاح الاخواني للأجندات الأمريكية
إذاً فالموضوع ليس عجيباً ولا غريباً كما قد يبدو لدى البعض، بل إنه من خيار استراتيجي فتعاون الأمريكيين مع الإخوان أو على الأخص مع التيارات المتطورة عنهم قد يكون هو الخيار الأنسب والأكثر معقولية بالنسبة للأهداف الأمريكية في المنطقة من جهات كثيرة. فما تستهدفه البراقماتية الأمريكية هو وجود نمط من الحكم يتوافق مع أهدافها ويكون له قبول جماهيري يحقق الديمقراطية المدعاة. ومن الناحية الفلسفية البحتة فإن الدين – أي دين – يكون مقبولاً لدى البراقماتية بقدر ما يحققه من مصالح.
وذلك ما أكده تقرير مؤسسة راند الصهيوأمريكية سنة2007 تحت عنوان بناء شبكات  »إسلامية معتدلة –الشركاء و الموارد-  »و يعني بالمعتدلة التيار الاخواني الذي يمتص الغضب الشعبي بالشعارات الرنانة و يحافظ في نفس الوقت على المصالح الامبريالية و اتفاقات كامب دايفد و وادي عربة و لما لا التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت ذريعة جلب المصالح و درء المفاسد و الواقعية الخرقاء فعجز الإخوان على التغير و التحرير ليسا عيبا في ذاته فالعجز يُسقط التكليف إلى حين توفر القدرة .. لكن هذا العجز لا يُبرر الخيانة .. والعمالة .. والبيع .. والدخول في صفقات مشبوهة تُصبغ على المشاريع الأمريكية الشرعية والقانونية!
احمد النظيف 
ahmed-nadhif@hotmail.fr

0 commentaires:

إرسال تعليق