احمد الصديق لـ (الشروق): سنعتلي الكراسي في المقاهي لإيصال صوتنا
احمد الصديق لـ (الشروق): سنعتلي الكراسي في المقاهي لإيصال صوتنا
الأربعاء 21 سبتمبر
هو من الوجوه الناشطة في الميدان السياسي والحقوقي، وعضو بهيئة تحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي ومن مؤسّسي حزب الطليعة العربي الديمقراطي. أحمد الصدّيق يتحدّث لـ«الشروق» عن الوضع الراهن وآفاق عملية الانتقال الديمقراطي.اعتبر الاستاذ أحمد الصديق عضو المكتب السياسي لحزب الطليعة العربي الديمقراطي ان انحياز الاعلام السمعي البصري لأحزاب وشخصيات معينة يجسد محاولات أطراف خارجية وعناصر فاسدة ساندت منظومة بن علي لتكريس توجهين اثنين على الساحة السياسية والاعلامية وهما التوجه الليبرالي والتوجه الاسلامي وتغييب القوى القومية والتقدمية للحفاظ على مصالحها ومخططاتها واستراتيجياتها في المنطقة، فيما أكد ان المال السياسي لن يكون محددا في الانتخابات القادمة لأن الشعب سئم على حد قوله من صراع الديكة على المنابر التلفزية والوجوه التي فرضت عليه في الومضات الاشهارية.ووعد احمد صديق بأن حزبه سيستعمل كل الوسائل خلال الحملة الانتخابية وان مناضليه سيعتلون الكراسي في المقاهي العامة لايصال صوتهم الى المواطنين في الأحياء المفقرة، وفي رده على اتهام الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي لحزب الطليعة بأنه لم يكن له وجود قبل 14 جانفي اعتبر ان ذلك غاية الاجحاف وان الطليعة قدمت الشهداء في عهدي بورقيبة وبن علي كما ساندت كل التحركات التي خاضتها القوى الديمقراطية.ما الذي يفسر غيابكم على الساحة الاعلامية بالرغم من حصولكم على تأشيرة العمل القانوني ورصيدكم النضالي خاصة في الدفاع عن الرئيس صدام حسين الى جانب عضويتكم للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة؟نعم هذا صحيح وخاصة في الاعلام المرئي فكأنما هناك توجه سائد لدى القنوات التلفزيونية الخاصة والعامة باستبعاد كل وجه ذي توجه أصيل.امتلأت الشاشة بوجوه جديدة الكثير منها لم نعرف لها صوتا في قول كلمة حق في ما كان يحصل من مظالم سواء على المستوى الوطني أو الدولي والمفارقة الغريبة انه يتم استدعاء نفس الوجوه في كل القنوات سواء في المنابر الحوارية أو كخبراء للتعليق على الأحداث دون ان يكون لهؤلاء حضور فعلي وعميق في الساحة أكثر من هذا تتم تغطية انشطتهم التي يحضرها في عديد المرات عشرون شخصا لا أكثر بينما امتنعت هذه التلفزات عن تغطية الأنشطة التي نظمناها في حزب الطليعة والوقفات الاحتجاجية التي دعونا اليها.كأنما هناك مفتاح للوسائل المرئية سلم للبعض ومنعت منه أغلبية القوى الفاعلة في الساحة وشخصيا تمت دعوتي في أكثر من مناسبة لحضور لقاء حواري أو للإدلاء بتصريح مصور ونفاجئ في ما بعد اما بالتراجع عن الدعوى أو حذف التصريح المصور وهذا حدث منذ 14 جانفي الى اليوم أكثر من 12 مرة مدونة عندي.أما في التحقيقات المصورة التي أسأل فيها سواء في الهيئة أو في الاجتماعات الشعبية ففي ما عدا مرتين حذفت ولهذه الأسباب فأنا على قناعة بأن هناك قصدا واضحا لتغييب صوتي.هل يمكن ان نقول ان جل الأطراف العروبية والتقدمية تعاني من نفس المشكل مع الاعلام السمعي البصري؟فعلا هذا التغييب يطال التوجه العروبي في تونس بفصائله المختلفة لكن أؤكد اننا الأكثر تضررا منه، فبالرغم من أننا الطرف العروبي الوحيد الممثل داخل الهيئة وكانت لنا مواقف مشهودة وصنعنا الحدث على الأقل في مناسبتين لكن كان يسأل غيرنا ويستضاف غيرنا ونغيب نحن.حسب رأيك لماذا هذا التوجه الى تغييب الأطراف العروبية والتقدمية؟ذلك لأن هناك توجها فرض بالأمر الواقع لتغييب التوجه العروبي عن الساحة الإعلامية وفرض استقطاب سياسي واعلامي يتجاذبه الإسلاميون من جهة والليبراليون من جهة أخرى.وانخرط في هذا التوجه غير البريء أصحاب القرار الاعلامي والمالي والسياسي في البلاد والذي يتشكل من امتدادات أخطبوط الاعلام الأجنبي المعادي بطبيعته لأي توجه عروبي اضافة الى رواسب النظام السابق التي انخرطت في الترويج لأحزاب المال السياسي واللعب على فزاعة الاسلاميين وحتى يستقيم لهم الأمر يجب أن يظل المشهد محكوما بالتجاذب بين قطبين وما عدا ذلك يمكنه ان يشوش الصورة ولذا عملوا بشكل منهجي على تغييبه اعلاميا ونجحوا الى حد كبير في ذلك.هل يعني هذا اتهاما مباشرا للقائمين على الاعلام السمعي والبصري العام والخاص بالسعي الى تكريس المنظومة السابقة والارتهان الى مخططات أجنبية؟لست من أنصار نظرية المؤامرة وارجاع كل المصائب الى المؤامرات الأجنبية وهذا موقفي المعروف منذ عشرات السنين وما حصل هو ان ثورة 14 جانفي فاجأت الجميع من هيمنة أجنبية ونخبة حقوقية وسياسية التي كانت تراهن على احداث تغييرات جزئية تمكنها من لعب دور في مسرح الأحداث مستندة الى دعم أجنبي بالأساس وكذلك القوى الشعبية التي كانت تطمح الى احداث تغيير حقيقي في نمط الحكم وتسبب الانخراط الشعبي الواسع في ثورة 14 جانفي وانطلاقها لدى الأوساط المهمشة والمفقرة وارباك لدى الجميع.وتعمل دوائر النفوذ الأجنبي اليوم على ضمان استمرار مصالحها بما يعني السطو على القرار السيادي الوطني وخدمة استراتيجياتها في المنطقة من حماية الكيان الصهيوني الى عدم السماح بتحول ديمقراطي حقيقي، اما النخبة السياسية والحقوقية والتي هي في معظمها معزولة شعبيا وقد انخرطت في جمع الأموال من الطبقة الفاسدة التي كانت تسند بن علي وبذلك عمدت الى نفس ممارسات التجمع من شراء للذمم والاشهار السياسي.وبالنسبة للطرفين فهما الآن متفقان على فرض مشهد اعلامي وسياسي يغيب القوى والآراء التي تهم الشعب ويسعون لفرض نموذج سياسي مجمل ديمقراطيا.نحن في حزب الطليعة وغيرنا من القوى العروبية والتقدمية والديمقراطية ضحايا لهذه الصورة النمطية التي فرضت في الواقع.ما الفرق بين انتخابات في عهد الرئيس السابق وانتخابات في عهد المال السياسي؟الفرق كبير فبن علي كان اضافة للمال والاعلام يستعمل العصا والسجن لمعارضيه اليوم هناك صراع ارادات بين قوى النفوذ المالي والاداري والسياسي التي تحولت من التجمع الى الأحزاب الليبرالية وبيننا نحن قوى الثورة التقدمية والعروبية والديمقراطية ورغم المال السياسي والاستقطاب الاعلامي فنحن بصدد خوض نضال حقيقي ومرير في المناطق الداخلية المفقرة وفي الأحياء الشعبية في المدن الكبرى وبدأنا نلمس ان فئات الشعب المهمشة والمفقرة سئمت صراع الديكة في المنابر التلفزية والوجوه المفروضة عليها كل يوم في اللافتات والومضات الاشهارية وبقدر انتشارنا وتوعيتنا لجماهير شعبنا بقدر ما نضعف صفوف هؤلاء.وسنخوض الحملة الانتخابية بوسائل مختلفة حتى ان لزم الأمر سنعتلي الكراسي في المقاهي الشعبية التي يرتادها أهلنا وشعبنا وأصدقاؤنا وأتراب الدراسة في حي ابن خلدون وباردو وبوسلسلة والكرم الغربي وحي الخضراء وحلق الواد والملاسين والكبارية وجبل جلود وفي النجارين والناظور وفي تالة وحي النور والزهور في الملاسين وفي القصر وأم االعرائس وزروق في قفصة ونصر الله وسيدي عمر والقرقابية وحومة الجامع في القيروان، هل تعرف ما هو الفرق بيننا وبينهم هم يجتذبون الناس بالمال والاغراء ويسمونهم متطوعين بينما نحن يقف معنا أبناء الأحياء التي سكناها ومازلنا نسكنها وطلبتنا الفقراء الذين درسناهم يأتوننا كل يوم متطوعين فعلا رغم معرفتهم بفقرنا لأنهم عاشرونا وعايشونا ولم نرد عليهم من خلال شاشة التلفزيون.حتى وان فشلنا في هذه المحطة او كان نجاحنا محدودا فالمستقبل لنا وليس لهم.لماذا لم تنجح مشاريع توحيد وحتى محاولات الدخول في قائمات موحدة للانتخابات القوميين والعروبيين بعد 14 جانفي؟ وهل لحب الزعامة دور في هذا الفشل؟العوامل التي حالت دون توحيد القوميين أو خوض الانتخابات بقوائم موحدة مع التقدميين عموما متضافرة ومتشابكة وبكل صدق ليس لمسألة الزعامة دور في الموضوع على الأقل دورها ليس محددا.بالنسبة للتوحيد لابد من الاشارة الى مسألة محددة وهي الخلفية النظرية والمنبت الفكري الذي يجمعنا مع بقية الفصائل القومية لم يترجم على مستوى الخط السياسي لكل طرف ومعنى ذلك اننا سياسيا نعيش تباينا واختلافا كبيرا في تحديد مهام المرحلة وقراءة الساحة وفي تصورنا أيضا لأدوات ووسائل العمل السياسي على مستوى التنظيم الحزبي وطريقة التعامل مع الجماهير وهو اختلاف شاسع جعل عملية التوحيد في المرحلة الحالية رغم كل الجهود التي بذلناها في حزب الطليعة آلت الى الفشل.أما بالنسبة للقوائم المشتركة مع التقدميين فقد تمت محاولات باءت معظمها بالفشل لقلة النضج السياسي لمعظم الأطراف مع الأسف ولسيطرة حسابات ضيقة وستكون هذه الانتخابات محكا للجميع حتى يتدارك كل منا أمره لمواجهة استحقاقات المستقبل، وشخصيا آليت على نفسي بمعية رفاقي في حزب الطليعة ان لا نترشح بمفردنا في أي دائرة فإما دخلنا في ائتلاف مهما كان محدودا مع أحزاب ومستقلين ومناضلين جهويين من ذلك ترشحي في دائرة تونس2 صلب ائتلاف الكرامة الذي يتكون من حزب الطليعة وحركة الوطنيين الديمقراطيين ومستقلين.اتهمكم أمين عام مساعد لأحد الأحزاب المعروفة في حوار تلفزي بأنكم لم تظهروا الا بعد 14 جانفي وانكم لم تصدروا أي بيان قبل ذلك التاريخ، فكيف تردون؟أولا دعني أوضح انني تعففت عن الرد عليه في ذلك البرنامج في هذه النقطة بالذات حتى لا يتحول الأمر الى سجال تستعرض فيه السجلات النضالية لكل طرف سواء على المستوى الشخصي أو الحزبي.فعلى المستوى الشخصي يعلم الجميع انني طردت من الدراسة الثانوية من جميع المعاهد سنة 1981 ففي عهد بورقيبة بعد ان تم ايقافي وتعذيبي ولولا اني كنت حدثا لسجنت وفي عهد بن على عزلت من التعليم العالي بتعلة واهية في أكتوبر 2006 أي شهرين قبل استشهاد الرئيس صدام حسين وغيره من الملاحقات والتجويع والحصار.وعلى المستوى الحزبي لم يتخلف مناضلو الطليعة العربية في كل المواقع التي كانوا فيها نقابية وغيرها عن اي محطة من محطات النضال الديمقراطي في عهدي بورقيبة وبن علي ولدينا في ذلك اكبر بيان وليس بيانات وهو ان امينين عامين قد استشهدا في ظروف يعلمها الجميع في ريعان شبابهما وهما الشهيدان الصادق الهيشري وفوزي السنوسي واني فعلا أستغرب كيف يقول ذلك عصام الشابي الذي يعرفهما جيدا ويعرفني شخصيا ولازالت كلمات نجيب الشابي التي ألقاها في تأبين فوزي السنوسي ترن في أذني.يباهينا اليوم بحزبه وانتشاره هل نسي ان مناضلينا كانوا يملؤون اجتماعاته ولا يتخلفون عن أي محطة نضالية من اعتصامات واضرابات جوع الى المسيرات ولكن ماذا تريدني ان أقول اذا وصل الاجحاف وقلب الحقائق الى هذا الحد.
عبد الرؤوف بالي
0 commentaires:
إرسال تعليق