وصف الصوره

نحتفل بزيارة رجب طيب اردوغان المشرفة لتونس, و نتحدث عنه على انه "رجل في زمن ندرت فيه الرجال" و نراه المهدي المنتظر و الوحيد الباقي على دين الاسلام و الحامي له و امل الامة الاسلامية في القيام. فلماذا؟

حتما ليس لاحد الاسباب التالية:

-تأجيره للاراضي التركية لامريكا لتستعملها قواعد لقصف العراق في 2003

-عضوية نظامه في حلف الناتو الذي لا يفتأ يرتكب المجازر بحق العرب و المسلمين في افغانستان و الغذعراق و ليبيا..

- علاقاته الديبلوماسية و الاقتصادية و العسكرية الوطيدة بالكيان الصهيوني و التي لم تنقطع حتى بعد قتل الصهاينة لشهداء سفينة مرمرة التسعة رغم التهديدات المجلجلة و الثرثرات

-تلحّسُه على اعتاب الاتحاد الاوروبي المعادي لمصالح العرب و المسلمين لسنوات لقبول تركيا عضوا فيه

-اضطهاده للاكراد و ارتكابه جرائم ضد الانسانية في حقهم بما لا يرضاه شرع الله و دينه

-مواصلته لمنهج سلفه اتاتورك في اضطهاد الاقليات العربية داخل تركيا و خاصة في اراضي لواء اسكندرونة الذي اغتصبته تركيا من سوريا منذ 1939 (ومع ذلك يتشدق اردوغان بتعاطفه مع السوريين, فليُرجع لهم ارضهم و ليعتق اهلهم أولا(

-تعطيشه للعراقيين و تجويعهم عبر الاستغلال المجحف لمياه الرافدين(20% من مياه دجلة و 80% من مياه الفرات) ضمن مشروع "سد اتاتورك" الذي يؤدي الى تدهور جودة مياه الشرب في العراق و عدم صلاح اراضي زراعية شاسعة و تراجع قدرة توليد الكهرباء

-لعبه بالمشاعر الدينيةللشعوب المسلمة عبر ازدواجية الخطاب: فيدّعي الاسلامية تارة و ينادي بالعلمانية تارة اخرى . يستغل الحالات الانسانية كغزة و سوريا لاستمالة مشاعر الامة بينما يهادن و يعامل اعداءها صهاينة و امريكان.يدّعي حماية الاسلام بينما يدافع مثلا عن الصحفي الناشر لاكاريكاتور الساخر من الرسول (ص) و يستقبل رئيس الدنمارك بالترحاب بعد اسبوع فقط من نشر الرسوم هذه المسيئة

-....



ليس لهذه الاسباب حتما. انما لسبب اخر بسيط: هو اننا امة اعياها الذل و القهر و افتقدت صورة "الرجل الرمز" الذي تقوم ثقافتنا عبر التاريخ على تقديسه و دفعتنا حُرقتنا على هويتنا و كرامتنا الضائعتين الى التعلّق بالوهم الذي اغرقنا فيه رجل ما اراد كسب تقديرنا بل و تقديسنا لشخصه عبر استهداف مشاعرنا و مقدساتنا و عبر جهلنا و سذاجتنا.

فلو سألنا انفسنا: ماذا فعل اردوغان لنا سوى المهاترات و العنتريات التي ما قتلت ذبابة؟ ولو نظرنا بموضوعية و واقعية الى ما جرّه عيلنا من البلاء و ما يكنه لنا من العداء و نحن غافلون, و لو فهمنا لعبه على ورقة الاسلام لحشد المسلمين وراءه و لعبه على ورقة العلمانية (و تركيا علمانية بالاساس) ليداهن الغرب الذي يرفضه و يستعلي عليه, لخجلنا من انفسنا و من دماء اخوتنا في كل مكان على تصفيقنا و تهليلنا المستمر لاعدائنا, و لكنّا فهمنا لماذا يقول عنا الغرب (و منه تركيا) : "يا امة ضحكت من جهلها الامم

0 commentaires:

إرسال تعليق