– تونس: شهدت أحياء “باب الجزيرة” و”باب الفلة” و”باب الجديد” بالعاصمة تونس اليوم الأربعاء هدوء مشوبا بالحذر بعد أن تمكنت وحدات من الشرطة والجيش من فرض الأمن في المناطق المذكورة بعد ثلاثة أيام من العنف المتواصل.
وأدت المواجهات التي اندلعت في منطقة باب الجزيرة إلى جرح عدد كبير من المواطنين ورجال الشرطة، كما أدّت إلى خراب هائل بالمحلات التجارية عاينته كاميرا (المشهد التونسيّ).
ورصدت (المشهد التونسي) ثلاث حافلات مملوءة بأعوان الشرطة بالزي النظاميّ مدجيين بالأسلحة، علاوة على عدد كبير من سيارات الشرطة من نوع (تويوتا) وعدد من الدراجات النارية (هيونداي).
كما تمركزت مدرعة تابعة للحرس الوطنيّ في ساحة باب الجزيرة قبالة المسجد الكبير، في حين أخلت وحدات الجيش المناطق التي كانت متمركزة فيها قبل مواجهات السبت الماضي لفائدة الشرطة، وتموضعت في مناطق محاذية لمساكن المواطنين بالقرب من مكان المواجهات.
وذكر عدد من المواطنين ومالكي المحلات التجارية لـ(المشهد التونسيّ) أنّ مجموعة من الشباب الغاضب حاولت صباح الأربعاء الانخراط في أعمال عنف من جديد، لكن التواجد المكثّف لأعوان الأمن حال دون ذلك، وتم اعتقال بعض الشباب.
وأغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها في حين بدأ تجار آخرون في إحصاء الأضرار ومحاولة ترميم ممتلكاتهم ومحلاتهم التي شهدت أعمال نهب وحرائق غير مسبوقة.كما بدت حركة المارة والسيارات قليلة على عكس العادة، وتمت ملاحظة ذات الهدوء الحذر في الانهج القريبة كشارع شارل ديغول الذي خلا من معظم باعته المنتصبين عشوائيا على غير العادة.
وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت في بلاغ سابق لها أنّ المنطقة شهدت منذ يوم الأحد 3 أفريل 2011 “تبادل عنف وتراشق بالحجارة بين مجموعات من متساكني جهة باب الجزيرة بالعاصمة وما جاورها وبعض تجّار نهج سيدي بومنديل والمحلاّت التجارية في الأنهج المجاورة وذلك على إثر جريمة القتل التي جدّت يوم السبت 2 أفريل 2011 وذهب ضحيّتها طالب يبلغ من العمر 22 سنة من متساكني الجهة”.
إلا أن عددا من شهود العيان ذكروا لمراسل (المشهد التونسي) روايات أخرى لا يمكننا التثبت من مدى صدقيّتها إلى حدّ اللحظة، ومن ذلك أن حادثة القتل تمت في محل لبيع الخمور (بار) يقع بالقرب من باب الجزيرة وأن الجاني هو أحد أصيلي منطقة “جلمة” لكن لا علاقة له بالمنتصبين عشوائيا في منطقة باب الجزيرة.
وذكر صاحب مطعم شعبيّ تعرّض للخلع في “باب الجزيرة” مخيّرا عدم التصريح باسمه: “أعرف القتيل شخصيا، ولا علاقة له بالباعة الذين يثيرون عادة غضب المتساكنين، الإشاعات والحساسيات الجهوية هي التي أدت إلى تردي الوضع الأمني هنا، لكنني اعتقد أن المشكل أعمق من مجرد اشتباكات وشغب، هذه المنطقة شهدت كل أنواع الجرائم في السابق، من السرقة إلى الاغتصاب مرورا بالقتل والنهب، يجب معالجة الموضوع بشكل أكثر جدية هذه المرة ولا يمكن تحميل أي جهة او ولاية المسؤولية على ما حصل، فالعاملون في باب الجزيرة من مختلف مناطق الجمهورية”.
إلى ذلك، تتواصل حملة الاعتقالات في صفوف شباب المنطقة ممن تشتبه الجهات الأمنية في وقوفهم رواء العنف الذي شهدته منطقة باب الجزيرة خلال الـ72 ساعة الماضية.
وتحدثت بعض المصادر عن اعتقال أكثر من 100 شاب، وهو رقم لم تنفه الجهات المسؤولة ولم تؤكده بعدُ.
0 commentaires:
إرسال تعليق