وصف الصوره

الى حبيبتين..اسلامية و يسارية..من اجل ايديولوجيا عشقية| شفيق الطارقي

حبيبة اسلامية
انها الجمعة و ككل الانهار في العالم تكتظ حبيبتي زوارقا و تسعد بحلول الملاحين و اغانيهم توقظ عصافير مخيم في الجهة الغربية من حزن فاتر و تربت على اجنحتها داعية لاحلامها بالسلامة و كثير من القمح ..حبيبتي المسلمة جدا كقلبي ساعة بوح و كهوس قلقامشي بلحظات الذروة في منتصف الاسطورة و فتنة السرد تنهض باكرا ..هنالك ما يكفي في غرفتها لاحلال السلم و ما يكفي ليدهشني تماما كارسطو عند بوابة معبد و قريبا من مفترق نهدي لفتاة اثينية بكر كالمعنى في روايات المسعدي و حافة كالدلالة في قصائد درويش..حبيبتي تتوضا ..قطرات الماء سعيدة هذا الفجر لقد جعل الله في مسام حبيبتي من كل ذرة حية الاوكسيجين يرقص الهبهوب و الهيدروجين يعزف السنتوري و في الفضاء الطلق حنين لاشتمام رياضها حيث الصالحون و فلاسفة الانوار يحيطون نيتشه بالعناية الفائقة و بالاهازيج ووردة..حبيبتي تحكم الدبابيس الصغيرة على حجابها و يتشوق وجهها للمراة هنالك شقائق ضوء تنبع من ومحياها و بقايا غرور يعلو انفها الصغير كاماني القليلة ..تحمد الله و تفرش سجادتها السجادة كقطرات الماء سعيدة هي ايضا هذا الفجر و عصافير ا لمخيم على كتفيها ..حبيبتي تقرا الفاتحة و سورة ...السور تتزاحم على شفتيها يصبح للحروف وقع اخر بينهما و صدى يخترق الاثير ..و تزداد غيرتي ..طوبي للشفوي و للثغي و للحلقي ..طوبى للمد..حبيبتي تركع ..تسجد ليقبل جبينها الارض ما بينهما السجادة ليكون للقبلة فعل الاختراق و مطلق اللهفة ..حبيتي تنهي صلاتها و تدعو الله ان يوزع الحلوى في شوارع مدينتها ثم تعود الى مخدعها تستكمل حلما كنت الغائب الوحيد في مواضعاته..و كانت الحاضرة الوحيدة في غياب كل شيء

حبيبة يسارية
ليلة سبت و العالم مجنون جدا ..راس المال يجاور صدرها و  الظلمة تتابى ..حبيبتي تسمع مارسيل و ترقص عارية الا مني و حلم شفاف في حجم الكون ..تراود بن القهوة  عن نفسه و يراودها عنها فتلقي بالعالم في طيات كتاب احمر في لون امانيها و زوربي حد التخمة ..استلقي عند اصابعها ارتشف الممكن و حركة التاريخ اشتم غيفارا على السبابة و مزارع كوبا و في خصلات الشعر ارى ثوارا من كل الاجناس يحترفون الموت و معتقلات تصدح حبا ..حبيبتي تحتضن العمال و تمنحهم دفءا في احياء المطلق و نسائم صبح و في اهدابها ما يكفي ليكون العالم سرب طيور و نشيد ..في اهدابها ما يكفي لينتشر السلم و توقد شمعة ميلاد من بغداد الى بيكين و ما يكفي لنفرح و نعانق انفسنا و اشجار السرو ..حبيبتي تقرا اركون و تنساب على مهل في ارجاء الفكرة تعجبها الجراة في الطرح و تفكيك المشهد خارج ميكانيزمات الخوف و بلاهة هذا العالم..حبيبتي تشعل سيجارا في منتصف النشوة و توفر لي امكانا لكتابة نص يوغل في البعد السادس و يجيء على الاخضر و اليابس ..يدخل ميدان التحرير ليسقط فرعونا و يرفع في القصبة صوت الحق و زنبقة ..حبيبتي في صنعاء و في بنغازي تتفقد احوال المعنى و تطبخ خبزا لرفاق المحنة و ترقص عارية  الا مني و من نمط الانتاج ووسائله ..تقبل كف الشيخ في اغنية و الساحة حمراء حتى طلوع الفجر ..تنام على بيتهوفن و تراني في احدى النوتات ..عار الامنها

0 commentaires:

إرسال تعليق