السيادة الشرعية ومشروعية السيادة
في الوقت الذي يتابع فيه العالم حمام الدم في الشقيقة ليبيا وما يحدث على الأرض الليبية من شتى الانتهاكات للحقوق الانسان فضلا عن حقوق المواطنة شعب يقصف بالمدفعية الثقيلة جوا وبحرا في مشهد يعيدنا الى الى غطرسة الاحتلال في الأراضي المحتلة وأكاد أجزم أن عدد الشهداء في ليبيا هذه الأيام يناهز أو يزيد عن عدد شهداء الأراضي المحتلة في انتفاضتيها في هذا الوقت إذا والموت يلقى بظلاله على جزء من اراضينا يتابع الساسة اجتماعاتهم المتصلة وجولاتهم المكوكية للتفاوض في شتى تكتلاتهم وانتماءاتهم لدراسة الوضع على طاولة من الخشب الرفيع والبلور السامي وتشرب الأعناق في الميدان نحو وسائل الإعلام التي تكون حلقة الوصل بين من تقف أقدامهم على بقايا الدمار يستنشقون دخان المدافع واولاك الذين يخرجون الى التو من قاعات الاجتماعات المكيفة ليتحدثون عن اتفاقهم على جلسة لاحقة يحددون فيها تواريخ جديدة لإجتماعات طارئة أخرى يضمنون فيها بقاء سريان نهر النفط ليضخ في شرايين الغرب وهو على يقين أن هذا النهر يسير موازيا لنهر الدم لا يبغي أحدهما على الآخر وكلما زاد منسوب النفط زاد منسوب نهر الدم ولو إنتقدتم عن تشدقهم بالحرية وحق الشعوب في تقرير المصير تجد الإجابة "نحن نحترم سيادة الدول وهو أيضا ما بررت به احدى الدول العربية عدم تدخلها في ما يحدث في ليبيا
سيادة الدولة إذا هي العائق فمن اين تستمد الدولة شرعية هذه السيادة من هيكل مفرغ من كل معنى للدولة يقيم شرعيته على فوهة مدفعية أم من كلمة الشعب "يريد" الذي يبني الدولة ويختار النظام و يضفي عليه الشرعية هذا هو فقط من يملك مشروعية السيادة على أرضه
من جديد إذا يجد الشعب العربي نفسه أمام تزلف الغرب الذي أقنعنا لعقود وما يزال بدفاعه عن الديمقراطية والحريات وبين خضوع وخنوع الأنظمة العربية التي ماتزال غير قادرة على صنع القرار بنفسها
فهل يواصل الشعي العربي صنع سيادته المشروعة على أرضه
0 commentaires:
إرسال تعليق